حفل الزفاف الملعون الذي تحول لكارثة الأمير أماديو و الأميرة فيتوريا
في القَرْنِ السَّادِسَ عَشَرَ، كَانَ هُنَاكَ أَمِيرٌ إِسْمُهُ أَمَادْيُو ، يَحْكُمُ مَمْلَكَةً صَغِيرَةً فِي أُورُوبَّا. كَانَتْ لَهُ شَخْصِيَّةٌ قَوِيَّةٌ وَقَلْبٌ طَيِّبٌ، وَقَدْ وَقَعَ فِي حُبِّ أَمِيرَةٍ جَمِيلَةٍ تُدْعَى فِيتُورْيَا، الَّتِي كَانَتْ تُعْرَفُ بِجَمَالِهَا الفَتَّانِ وَرُقِيِّهَا.
عِنْدَمَا قَرَّرَ الأَمِيرُ أَمَادْيُو وَالأَمِيرَةُ فِيتُورْيَا الزَّوَاجَ، أُعِدَّ لَهُمَا حَفْلُ زِفَافٍ فَاخِرٌ فِي قَصْرِ الأَمِيرِ أَمَادْيُو. لَكِنَّ هَذَا الحَفْلَ كَانَ مُحَاطًا بِالأُسَاطِيرِ وَالخُرَافَاتِ، إِذْ تَمَّ الإِعْلَانُ عَنْهُ كَحَفْلِ زِفَافٍ مَلْعُونٍ.
فِي يَوْمِ الحَفْلِ، بَدَأَ كُلُّ شَيْءٍ كَمَا يُفْتَرَضُ أَنْ يَكُونَ. تَجَمَّعَتِ الجُمُوعُ، وَتَأَلَّقَ القَصْرُ بِالأَنْوَارِ وَالأَزْيَاءِ الفَاخِرَةِ. لَكِنْ فَجْأَةً، وَبَيْنَمَا كَانَ الأَمِيرُ أَمَادْيُو يَسِيرُ نَحْوَ عَرُوسِهِ، حَدَثَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي الحُسْبَانِ. إِذَا بِأَمْطَارٍ عَزِيرَةٍ تَهْطِلُ بِشَكْلٍ مُفَاجِئٍ، وَالرِّيَاحُ تَعْصِفُ بِقُوَّةٍ كَأَنَّ السَّمَاءَ غَضِبَتْ.
لَمْ يَكُنْ فِي القَصْرِ مَكَانٌ لِلْهُرُوبِ مِنَ العَاصِفَةِ، وَقَدْ غَرِقَ المَكَانُ بِالمِيَاهِ. وَفِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، انْقَطَعَتِ الأَنْوَارُ وَسَادَ الظَّلَامُ، وَبَدَأَ الضُّيُوفُ يَشْعُرُونَ بِرَهْبَةٍ غَرِيبَةٍ.
بَعْدَ مَا بَدَتْ كَأَنَّهَا سَاعَاتٌ طَوِيلَةٌ، أَشْرَقَ الصُّبْحُ لِيَكْشِفَ مَا حَدَثَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. تَمَّ العُثُورُ عَلَى الأَمِيرِ أَمَادْيُو وَالأَمِيرَةِ فِيتُورْيَا مُغْشِيًّا عَلَيْهِمَا فِي قَاعَةِ الرَّقْصِ، وَقَدْ رَحَلَتْ أَرْوَاحُهُمَا.
بَعْدَ ذَلِكَ، أُصْبِحَتْ هَذِهِ القِصَّةُ تُرْوَى فِي كُلِّ أَرْجَاءِ المَمْلَكَةِ كَقِصَّةِ زِفَافٍ مَلْعُونٍ، وَأَصْبَحَ القَصْرُ مَكَانًا مَحْظُورًا، لا يَجْرُؤُ أَحَدٌ عَلَى الاقْتِرَابِ مِنْهُ.
- العَاصِفَةُ المُفَاجِئَةُ: فَجْأَةً، خِلَالَ الحَفْلِ، بَدَأَتْ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ تُغَطِّي السَّمَاءَ، وَتَهَطِلُ أَمْطَارٌ غَزِيرَةٌ جِدًّا. هَذِهِ العَاصِفَةُ أَدَّتْ إِلَى تَخْرِيبِ الزِّينَاتِ وَإِفْسَادِ المَكَانِ، وَتَسَبَّبَتْ فِي هَرَعِ الضُّيُوفِ وَرُعْبِهِمْ.
- انْقِطَاعُ الكَهْرَبَاءِ: فِي أَوْجِ الحَفْلِ، بَعْدَ بَدْءِ العَاصِفَةِ، انْقَطَعَتِ الكَهْرَبَاءُ فِي القَصْرِ كَامِلًا، وَغَمَرَ الظَّلَامُ كُلَّ شَيْءٍ. لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ نُورٌ إِلَّا مِنْ بَرْقِ السَّمَاءِ، مِمَّا أَضْفَى جَوًّا مُرْعِبًا وَمَشْؤُومًا عَلَى المَكَانِ.
- حُدُوثُ حَرِيقٍ: بَعْدَ انْقِطَاعِ الكَهْرَبَاءِ، وَبِسَبَبِ ذُعْرِ الضُّيُوفِ وَفَوْضَاهُم، انْدَلَعَ حَرِيقٌ فِي إِحْدَى قَاعَاتِ القَصْرِ. وَقَدْ زَادَ الحَرِيقُ مِنْ فَزَعِ الجَمِيعِ، وَأَصْبَحَ الهُرُوبُ مِنَ المَكَانِ أَمْرًا صَعْبًا.
- الانهيار المفاجئ: فِي ظِلِّ الفَوْضَى، حَدَثَ انْهِيَارٌ جُزْئِيٌّ لِسَقْفِ القَاعَةِ الرَّئِيسِيَّةِ، مِمَّا أَدَّى إِلَى سُقُوطِ بَعْضِ الضُّيُوفِ وَإِصَابَةِ آخَرِينَ. هَذَا الانْهِيَارُ زَادَ مِنْ تَعْمِيقِ المَأْسَاةِ وَتَحَوُّلِ الحَفْلِ إِلَى كَارِثَةٍ كَامِلَةٍ.
- وَفَاةُ الأَمِيرِ وَالأَمِيرَةِ: فِي نِهَايَةِ الحَفْلِ، بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ الأَحْدَاثِ المَأْسَاوِيَّةِ، تَمَّ العُثُورُ عَلَى الأَمِيرِ أَمَادْيُو وَالأَمِيرَةِ فِيتُورْيَا مَيْتَيْنِ فِي قَاعَةِ الرَّقْصِ. قِيلَ إِنَّهُمَا لَقِيَا حَتْفَهُمَا بِسَبَبِ صَدْمَةٍ شَدِيدَةٍ أَوْ رُبَّمَا تَسَبَّبَتْ لَعْنَةٌ فِي وَفَاتِهِمَا.
- مَحَطَّةُ القِطَارِ كَانَتْ تَلْعَبُ دَوْرًا حَاسِمًا فِي القِصَّةِ، وَقَدْ تَمَّ ذِكْرُهَا كَمَكَانٍ مَأْسَاوِيٍّ آخَرَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ المَشْؤُومَةِ.بَعْدَ انْتِهَاءِ الحَفْلِ وَوَقُوعِ الكَارِثَةِ فِي القَصْرِ، كَانَتِ الخُطَّةُ أَنْ يُغَادِرَ الأَمِيرُ أَمَادْيُو وَالأَمِيرَةُ فِيتُورْيَا إِلَى مَدِينَةٍ أُخْرَى لِقَضَاءِ شَهْرِ العَسَلِ. لَكِنَّ الحَظَّ العَاثِرَ لَحِقَ بِهِمَا إِلَى مَحَطَّةِ القِطَارِ أَيْضًا.
عِنْدَمَا وَصَلَ الأَمِيرُ وَالأَمِيرَةُ إِلَى مَحَطَّةِ القِطَارِ بَعْدَ الحَفْلِ، كَانَتْ المَحَطَّةُ غَارِقَةً فِي الفَوْضَى. فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، انْحَرَفَ القِطَارُ الَّذِي كَانَ مُقَرَّرًا أَنْ يَنْقُلَهُمَا عَنِ المَسَارِ، وَاصْطَدَمَ بِإِحْدَى العَرَبَاتِ الأُخْرَى، مِمَّا أَدَّى إِلَى حَادِثٍ مُرَوِّعٍ.
هَذَا الحَادِثُ أَسْفَرَ عَنْ وَفَاةِ العَدِيدِ مِنَ الرُّكَّابِ، وَكَانَ مِنْ بَيْنِهِمْ الأَمِيرُ أَمَادْيُو وَالأَمِيرَةُ فِيتُورْيَا. تَفَاقَمَتْ هَذِهِ المَأْسَاةُ بَعْدَ أَنْ تَمَّ العُثُورُ عَلَى جُثَثِهِمَا مُتَفَحِّمَةً بَعْدَ الحَرِيقِ الَّذِي نَشَبَ جَرَّاءَ الحَادِثِ.
- قَائِدُ الحَرَسِ كَانَ لَهُ دَوْرٌ هَامٌّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ المَأْسَاوِيَّةِ، وَقَدْ كَانَ مَسْؤُولًا عَنْ تَأْمِينِ الحَفْلِ وَضَمَانِ سَلَامَةِ الأَمِيرِ أَمَادْيُو وَالأَمِيرَةِ فِيتُورْيَا. بَعْدَ وُقُوعِ العَاصِفَةِ وَانْدِلَاعِ الفَوْضَى فِي القَصْرِ، حَاوَلَ قَائِدُ الحَرَسِ بَذْلَ قُصَارَى جُهْدِهِ لِلسَّيْطَرَةِ عَلَى الوَضْعِ وَإِنْقَاذِ المَوْقِفِ.بَيْنَمَا كَانَ قَائِدُ الحَرَسِ يُنَظِّمُ خُطَطَ الإِجْلاءِ لِلضُّيُوفِ وَيُحَاوِلُ إِخْرَاجَ الأَمِيرِ وَالأَمِيرَةِ إِلَى مَكَانٍ آمِنٍ، وَقَعَ فِي مَصِيدَةٍ تَرَكَتْهُ مُحَاصَرًا بَيْنَ اللهِيبِ وَالدِّخَانِ فِي إِحْدَى قَاعَاتِ القَصْرِ.