نرى الكثير من مرضى السكري في منتهى العصبية والمزاج غير المعتدل، ومن ثم نتساءل هل لهذه الانفعالات علاقة بمرض السكري المصاب به؟ في الواقع للطب إجابة توضح الأمر برمته، وقررنا كتابتها هنا في هذا المقال. وذلك لكي تتفهم الموضوع، وهو ما يساعدك على التعامل مع أولئك المرضى على نحو جيد. وكذلك مساعدتهم على التعايش مع مرضهم والتغلب على أعراضه ومضاعفاته.
نقص الجلوكوز والعصبية
مريض السكري يعاني دوما من نقص الجلوكوز في دمه. وذلك رغم كميات السكريات الكبيرة التي يتناولها مريض السكري. فالأمر هنا يكمن في أن مريض السكري البنكرياس الخاص به لديه مشكلة. وبالتالي لا يفرز الأنسولين اللازم للحفاظ على مستويات السكر في الدم، وكذلك الأنسولين لازم ليتم استخدام السكر الموجود في الخلايا. وهذا النقص ينعكس دوما على الحالة المزاجية لمريض السكري. فهو يعاني من العصبية والمزاج السيئ بسبب هذا الأمر. بل ويحاول تحسين حالته المزاجية بتناول السكريات باستمرار. ليعوض النقص الذي يعاني منه من الجلوكوز في دمه.
ما ينبغي على مريض السكري فعله لمواجهة نقص السكر والحالة المزاجية السيئة
وهنا ينبغي التوضيح لمريض السكري أن عليه مقاومة رغبته العارمة في تناول السكريات. والتأكيد على أن الانسياق وراء تلك الرغبة لن ينتج عنه إلا تفاقم الحالة التي لديه. بل وإصابته بمضاعفات مرض السكري المتمثلة في القدم السكري والعين السكرية وغيرها. كما انه لن يستفيد من كميات السكريات الكبيرة التي يتناولها. إذ أنها سوف تنزل في البول ولن يرتفع مستوى السكر في الدم. وإن ارتفع بشكل كبير سوف ينتج عنه مشاكل جمة ولن يصل للخلايا لأن الانسولين المسؤول عن ذلك غير موجود.
وبالتالي حتى وإن تحسنت الحالة المزاجية لبعض الوقت، فلن يستمر الأمر طويلا. وكما أخبرنا سوف ينتج عنه مشاكل جمة. فقط على مريض السكري أن يتناول أدويته في مواعيدها وأن يلتزم بالجدول الغذائي المقرر له. ومع الوقت سوف تتحسن حالته الصحية كثيرا وهو ما سوف ينعكس بالطبع على حالته المزاجية بشكل إيجابي. وبالتالي تصبح حياته تماما كالإنسان الطبيعي الذي لا يعاني من مرض السكري.