توصل عدد من الدراسات والبحوث إلى أن أكثرالمشكلات السلوكية شيوعا لدى الأطفال بسبب العنف الأسري هي مشكلة العدوان والسرقة والاكتئاب، وفيما يلي عرض لهذه المشكلات السلوكية التي هي بمثابة آثارا سلبية بشعة للعنف الأسري على الطفل:
العدوان
من الطبيعي أن يتشاجر الطفل مع أقرانه، إلا أن قيام الطفل بالغضب والثورة والاعتداء على زملائه بدون مبرر سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع، وبصورة مستمرة يدل على اضطراب الطفل. والعدوان هو استجابة تكمن وراءها الرغبة في إلحاق الأذى والضرر بالآخرين، أو نوع من السلوك الاجتماعى غير السوي يهدف صاحبه إلى تحقيق السيطرة.
كما أن العدوان سلوك مستمر يكون موجها نحو الذات والمحيطين، بهدف إيذائهم بدنيا أو لفظيا أو نفسيا وكذلك تدمير الأشياء المادية، وقد تكون أسبابه نفسية أو بيئية اجتماعية وترتبط بالعنف الأسري على الطفل.
الاكتئاب
يعتقد البعض اعتقادا خاطئا أن الطفل لا يصاب بالاكتئاب، لأنه ليس هناك دوافع لهذا الاكتئاب. ولكن يمكن أن يعبر الطفل عن الاكتئاب بطريقة غير مباشرة من خلال سلوكياته والأعراض الجسمية المتنوعة. حيث إن الاكتئاب يحدث في أي عمر، والأطفال تصاب بالاكتئاب بسبب العنف الأسري عليهم. والمتمثل في المعاملة الوالدية، الأحداث شديدة الضغط مثل الاعتداء الجنسى داخل الأسرة، أو فقدان أحد الوالدين. وأحيانا قد لا يمكن تحديد سبب للاكتئاب.
وقد يشعر الطفل أنه مكتئب من وقت لآخر، ولكن لا يدوم هذا الشعور طويلا. ويتم التشخيص العيادي للاكتئاب عندما يظل المزاج المكتئب أكثر من أسبوعين، ويكون شديدا، وكذلك تتداخل أعراض الاكتئاب مع قدرة الطفل من التمكن من أشيائه اليومية. فالأطفال المكتئبون يمكن استثارتهم بسهولة، ويتولد لديهم الشعور بالغضب نتيجة الشعور بالذنب. كما تلاحظ المعلمة أن هؤلاء الأطفال حزينون وحساسون جدا.
السرقة
السرقة هي حالة يتعمد فيها الطفل أخذ شئ لا يملكه ثم يحتفظ به، سواء كان ذلك الشئ ملكا للمدرسة أو لطفل اخر، ويحدث مثل هذا السلوك باطراد. بالإضافة إلى أن الطفل عندما يأخذ شيئا لا يملكه فإنه عادة يفعل ذلك لأنه يريد المادة المعنية. والعنف الأسري هو الذي يدفع الطفل للسرقة.
