أنتي و طفلكمنوعات

الآثار السلبية للطلاق على الأبناء

لقد اوضحت الدراسات أن طلاق الوالدين يؤدي على المدى القصير أو البعيد إلى تأثير سلبي على نمو الطفل النفسي الذي هو في بداية بنائه .

إن فقدان العلاقة العائلية هي ليست فقط النتيجة الخطيرة للطلاق و لكنها أيضاً السبب في ظهور اضطرابات في النمو والشخصية عند الأبناء .

والخطر الأكبر الذي يحدق بالأبناء هو عندما يفقدون تماما الاتصال بالوالد الآخر, حيث إن كثير من الآباء و حتى الأمهات يتخلون تماما عن أولادهم، و يبقون فقط تحت كنف أحدهما دون رؤيتهم مجددا أو حتى السؤال عنهم، و بذلك يعتبر فقدانا حقيقيا للوالد الحاضر الغائب، فهنا يشعر الأبناء بكره ورفض للوالد، وبالتالي قد يطور ذلك إلى اضطرابات نفسية وسلوكية خطيرة.

 

ماذا يفقد الأبناء بطلاق الوالدين؟

إن فقدان العيش في كنف الوالدين معا أو فقدان أحد الوالدين نتيجة الطلاق قد يؤدي إلى فقدان ما يلي :

– يفقد  الأبناء الشعور بالأمان العاطفي و الذي يرافق عادة الهجران، خاصة من قبل الوالد الذي يترك المنزل .

– يفقدوا حنان الوالدين مجتمعين حولهم, و السعيدين معا و المسرورين بتقاسم لحظات سعيدة معهم.

– يفقدوا إمكانية التقمص، و التعبير عن الرغبات التي يشعرون بها تجاه والديهم، والتي تسمح لهم ببناء نموذج ذكري أو أنثوي، وتكوين نموذج عن العلاقة الزوجية – يفقدوا معالمهم الزمنية، مع انعكاساتها الجسيمة و العاطفية.

 

المشاعر التي تنتاب الأبناء نتيجة طلاق الوالدين :

تختلج الأبناء مشاعر متناقضة وارتباك, لا يعبروا عنه ولكنه يظهر في سلوكهم, وفي حديثهم, وفي علاقاتهم مع الآخرين وأيضا أثناء اللعب، وأهم تلك المشاعر هي :

1 – الشعور بالقلق :

خاصة عندما يسبق الانفصال النزاعات و الخلافات و العنف اللفظي أو الجسدي بين الوالدين الذي يشكل تهديد لكيان الأبناء.

 

2 – الإحساس بالعار:

حيث يعيش الأبن انفصال والديه كعار أو عيب يريد إخفاءه وتجنب الحديث

عنه لأنه يشعر باختلافه عن الأبناء الآخرين خاصة لما يكون في المدرسة إذ يخشى السخرية و التهكم .

3 – الشعور بالذنب :

هنا يعتقد الأبناء أنهم هم السبب في الطلاق خاصة عندما يقحموا في الصراع بين الوالدين.

4 – الغضب :

يغضب الأبناء تجاه الوالدين نتيجة لمشاكلهم التي تربك حياتهم و تمنعهم من العيش بسلام والشعور بالاستقرار.

5 – الاحساس بالحزن :

ويرجع ذلك إلى فقدان العلاقة العائلية التي كانت بينهم وبين والديهم

6 – الحساسية المفرطة :

يصبح الأبن يتأثر لأبسط الأمور و لا يتحكم في انفصاله، ذلك لأنه يحس أن طلاق والديه هو رفض له .

 

الإضطرابات التي تظهر على الأبناء :

إن صعوبة تعبير الأبناء عما يشعروا به داخلهم و عما يفكرون فيه، و ما يزعجهم و ما يؤلمهم يؤدي بهم إلى الاستجابة بطرق أخرى، فتفكك العائلة بالطلاق له عواقب وخيمة على نموهم وصحتهم النفسية, ويؤدي دورا حاسما في ظهور الاضطرابات النفسية والسلوكية. وقد كشفت الدراسات أن أهم الاستجابات النفسية الأبناء تجاه الطلاق هي :

– اضطرابات في تكوين الشخصية :

يقوم الأبن بتكوين مفهوم سلبي عن الذات، ضعف الثقة بالنفس و بالآخرين، وشعور بعدم الكفاءة, و نشير إلى أن أبناء المطلقين ووفقا للظروف السابقة أو المصاحبة  للطلاق قد يكونون غير ناضجين و نكوصيين, أو العكس, ناضجين لدرجة كبيرة

– اضطرابات نفسية:

حيث تظهر استجابات اكتئابية, ينطوي الأبن على نفسه، يرفض الحديث والتواصل مع الآخرين ويصبح بلا إرادة، خاملاً كسولاً، ليس لديه الرغبة في القيام بأي شيء حتى اللعب.

– استجابات القلق :

والشعور بعدم الأمن والخوف ، كأن يصبح الأبن يخاف من أشياء بسيطة مثل النوم بمفرده أو يخاف من الظلام ….. الخ

– اضطرابات نفسية – جسدية:

تتمثل في الامتناع عن الاكل وفقدان الشهية أو العكس الإفراط في الأكل، اضطرابات في النوم تضم الأرق والكوابيس

– اضطرابات سلوكية :

نشاط حركي زائد, سلوكيات عدوانية، الهروب من المنزل أو المدرسة، العناد، الأنانية, وسلوكيات نكوصية .

– اضطرابات معرفية :

تأخر دراسي، ضعف الانتباه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى