أسباب تقوس الساقين عند الأطفال وطرق العلاج
يعتبر تقوس الساقين عند الأطفال من المشكلات الصحية الأكثر شيوعاً، حيث يعتبر لدى الأطفال حديثي الولادة أمراً طبيعياً؛ وذلك بسبب وضعيتهم المنحنية في الرحم أثناء فترة الحمل، والذي يتلاشى تدريجياً مع بداية الطفل للمشي.. وقد يستمر مع بعض الأطفال لفترات طويلة وحتى بعد البلوغ، لذلك يجب على الآباء مراعاة الطفل؛ حتى لا يتطور هذا التقوس ويستمر معه لما بعد مرحلة الطفولة، مسبباً بعض المضاعفات. ومن خلال هذا المقال سنعرض لكم أسباب التقوس، وأعراضه، ومضاعفاته، وطرق العلاج الممكنة.
تقوس الساقين عند الأطفال:
يعرف تقوس الساقين بـ”لين العظام”، وهو حالة مرضية تصيب عظام الساقين، وتسبب عدم ضمّ القدمين، وتظهر الساقين على شكل مُنحنٍ يشبه القوس عند الوقوف.
وقد تكون الساق المقوسة عند الأطفال مقوسة للخارج أو للداخل، ولكن تقوس الساقين للخارج شائعاً أكثر من التقوس للداخل.
التقوس للخارج.. فيه تكون الساقان متباعدتين، وتظهر بشكل مُنحنٍ للخارج.
والتقوس للداخل فيه يستطيع الطفل ضم الركبتين عند الوقوف ولا يستطيع ضم القدمين.
وتقوس الساقين أكثر شيوعاً عند الأطفال، ويصيب أيضاً الكبار والبالغين ولكن بنسبة أقل.
وفي حالة إصابة البالغين بالتقوس، يكون ذلك علامة على الإصابة بمرض آخر، تسبب في التأثير على استقامة الساقين مثل الكُساح.
أسباب تقوس الساقين عند الأطفال:
أولاً: سوء تغذية الأم أثناء فترة الحمل
بالتأكيد يؤثر سوء التغذية للحامل على صحة الجنين، وبالتالي يؤثر على عظامه، خاصةً إذا كانت الحامل تعاني من نقص الكالسيوم أثناء الحمل.
وهذا يجعل من عظام الجنين عظاماً ضعيفة لينة، مسببة تقوس ساقيْ الطفل بعد الولادة.
ثانياً: عدم تعرض الطفل لأشعة الشمس غير الضارة
تعتبر أشعة الشمس غير الضارة مصدراً لفيتامين”د”، الذي يعد من أهم
الفيتامينات التي يحتاجها الجسم لتعزيز صحة العظام، وبالتالي يؤدي عدم تعرض الطفل لأشعة الشمس إلى نقص فيتامين “د”، مما يؤدي إلى عدم امتصاص الجسم للكالسيوم الموجود بحليب الأم، ومن ثم ضعف العظام وتقوس الساقين.
وأفضل وقت للتعرض لأشعة الشمس غير الضارة للحصول على فيتامين “د” هو من بعد شروق الشمس وقبل الظهيرة وأيضاً بعد العصر.
ثالثاً: استخدام الطفل للمشاية مبكراً أو لفترة طويلة
حيث تعتبر المشاية من العوامل التي تزيد من مشكلة تقوس الساقين، وذلك لاعتماد الطفل عليها في بداية مشيه.
خامساً: العوامل الوراثية والإصابة ببعض الأمراض
على سبيل المثال: مرض الكساح.. مرض بلاونت.. مرض القزمة.. التهاب العظام والمفاصل.. التسمم بعنصر الرصاص أو الفلورايد، مما يؤثر على صحة العظام.
سادسا: تشوه العظام
تشوّه الهيكل العظمي.. بمعنى عدم التئام العظام بشكل صحيح، ونموها بشكلٍ طبيعي بعد الكسور.
سابعا: السمنة
وزيادة وزن الطفل من أحد العوامل التي تؤدي إلى إصابة الطفل بالساق المقوسة.. بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية التي تؤثر على صحة العظام.
درجات تقوس الساقين عند الأطفال:
-تختلف درجات تقوس الساقين من طفل لآخر، ويعتمد ذلك بشكلٍ كبير على سبب هذا التقوس.. ومن ناحية أخرى لا داعي للقلق، حيث يولد معظم الأطفال بدرجة من التقوس بعد الولادة.
-وذلك نتيجة لوضعيتهم المنحنية في رحم الأم أثناء الحمل، وتختفي بمجرد بلوغ الطفل عامين.. ويتم تحديد درجة تقوس الساقين عند الطفل من قِبل طبيب عظام الأطفال؛ من خلال زاوية التقوس وأخذ قياسات الساق ومراقبة المشي، وعلى حسب درجة التقوس يمكن تحديد إذا ما كانت الحالة شديدة أو بسيطة.
تعرفي على مخاطر نقص “فيتامين د” عند طفلك
علاج تقوس الساقين عند الأطفال:
-بصفة عامة، لا يحتاج معظم الأطفال دون عمر عامين للعلاج؛ لأن التقوس الطبيعي يختفي مع التقدم بالعمر، ولكن عند استمرار هذا التقوس مع طفلك بعد بلوغه عامين، فيدل ذلك على وجود مشكلة صحية.
-العلاج يختلف من طفل لآخر حسب درجة التقوس، ولكن يمكن السيطرة عليه من خلال استخدام الأدوية العلاجية التي يصفها الطبيب، حسب حالة الطفل.
-أحذية خاصة.. استخدام دعامات وأجهزة تقويم الساقين.. جلسات العلاج الطبيعي وبعض التمارين في الحالات البسيطة.. وتحدد حسب رؤية طبيب عظام الأطفال.. والتدخل الجراحي.
مضاعفات تقوس الساقين عند الأطفال:
-التهاب العظام والمفاصل.. تيبس وتصلب المفاصل.. خشونة الركبة.. العرج.. الإصابة بالكساح.. ويختفي تقوس الساقين عند الأطفال تلقائياً مع التقدم بالعمر، وببلوغه ثلاثة أعوام يختفي تماماً وهذا إذا كان التقوس طبيعياً.. أما إذا كان تقوس الساقين مكتسباً بسبب الإصابة بمرضٍ ما، أو لأسباب أخرى؛ فإنه لا يختفي ويستمر مع الطفل.
طرق لوقاية طفلك من تقوس الساقين:
1: الاهتمام بالنظام الغذائي للطفل، والحرص على حصول الطفل على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين “د”.
2: تعرض الطفل لأشعة الشمس غير الضارة يومياً لمدة 15 دقيقة.
3: التوجه للطبيب على الفور في حالة استمرار التقوس مع طفلك بعد عامه الثاني.
4: الحرص على اكتشاف لين العظام وتقوسها مبكراً، فذلك يساعد على سرعة العلاج، وتفادي أي مخاطر تصيب صحة العظام.
5: عدم استخدام المشاية مبكراً أو استخدامها لفترات طويلة.
6: تناول الطفل لمنتجات الألبان والأطعمة والمكملات الغذائية الغنية بالكالسيوم وفيتامين “د” يُعزز من صحة وقوة العظام.